Monday, July 30, 2012

عن حملة "وطن نظيف" !



ساءني وساء الكثيرون غيري أن يكون أول ما يبدا به رئيس الجمهورية الجديدة في مصر قراراته الرئاسية بحملة "وطن نظيف".. لم يكن جمع القمامة من الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، أسترجع الشعارات التي رفعناها والهتافات التي بح صوتنا نداءا بها، فلا أجد فيها ما يمت بصلة لمسألة جمع القمامة التطوعي الذي أطلقه الحزب الحاكم وحاول أن يحوله إلى قضية وطنية يلتف حولها الشعب!!
شعب لا يملك قوت يومه، يقتات بضع منه على هذه "القمامة" وبضع أخرى يتعيشون من جمعها.. 
كنت أتفهم مشروع جمع القمامة كمشروع وطني وقومي عظيم إذا ماتم تكملته بما يتلاءم مع مشروع تنفذه أو تدعو إليه أعلى سلطة تنفيذية بالبلاد، إذا نظر إلى القضية كقضية متكاملة أو حاول ان يقدم حلا مختلفا لكنه شامل ويستطيع أن يعالج معه مشكلات اخرى كالبطالة والتصنيع ويحقق دخلا أعلى من مجرد سد الفراغ في الساحة السياسية والذي لن يحله مشروع القمامة بصورته الهزيلة تلك.
لكن للاسف يتم التعامل مع مصر على أنها جمعية اهلية كجمعيات تنمية المجتمع الموجودة في أي قرية لا يتم ذكرها على الخريطة..

وأتساءل لماذا لا يتم تطوير فكرة الجمع "التطوعي" للقمامة ليتم ربطها بمسالة تشغيل بعض الشباب العاطلين أو ربات الأسر المعيلات أو الاطفال العائلون لاسرهم مثلا؟؟ لماذا لا يتم تشغيلهم في هذا المشروع بمقابل مادي حتى لو بدا بشكل بسيط يزداد مع استقرار المشروع وادراره للدخل؟
لماذا لا يتم الاعلان عن انشاء شركة او اثنتين على مستوى الجمهورية لاعادة تصنيع مخلفات القمامة لانتاج سلع جديدة وبذلك يتم تشغيل عدد آخر من الشباب العاطل؟ وحتى ان كانت هذه الشركات مزمع بالفعل انشاؤها وحتى وان كان مالكها سيكون خيرت الشاطر او غيره لماذا لا يتم اعلام الناس بذلك وتوضيحه بشكل يؤكد أن الشفافية ستكون شعار المرحلة القادمة بدلا من هذا التعتيم الكريه؟

الحملة "الخيرية" لوطن نظيف بالتأكيد لن ترضي طموح من خرجوا مطالبين بـ "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة انسانية" لأنها لن تقدم خبزا لمن يبحثون عنه في القمامة ، ولن تحقق الحرية لمن يستطيعون شراء الخبز، ولن تحقق العدالة الاجتماعية بين من يجمعون القمامة طوعا ومن يجمعونها كرها واجبارا، ولن تحقق الكرامة الانسانية لمن خرجوا يضحون بارواحهم فداء لمستقبل أفضل لبلدانهم ..
أخيرا أقول ان مصر كبيرة على من يعتقد أنه أكبر منها..