Thursday, November 20, 2014

أبي


تعجز الكلمات عن وصف ما يعتمل في صدري
ويعجز عقلي عن اصدار أي اشارات لعيني لتتوقف عن البكاء أو لقلبي ليتوقف عن الخفقان

   تعجز الكلمات عن وصف ما أشعر به

هناك وجع ما في القلب ومرارة أصبحت تصبغ كل أيام العمر
وفراغ لا نهائي يملأ كل شيء


"بالأمس استمعت إلى أغنية محمد حماقي : "مين بياخد باله منك بعد مني.. .. أنا بس باطمن عليك"
ولم أستطع تمالك نفسي من البكاء
لم أستطع حتى ايقاف الأغنية أو تخطيها
استسلمت فقط  للذكريات


كان وجود أبي في الحياة يملؤها صخبا جميلا، كان نجما، حباه الله كثيرا من السمات الشخصية التي كانت تجذب إليه الأنظار أينما كان، وكان يملك تاريخا سياسيا يجعل له معارف في أي مكان يحل به، ان لم يكونوا أشخاصا، فأحداث كان شريكا فيها وذكريات جمعته بكثير من لحظات الوطن الحاسمه. كنا دائما إلى جواره أقمارا نستمد منه ضوءنا، كان الجميع يحسدونه هو وأمي على أن لديهم أبناء ناجحون متفوقون ومهذبون مثلنا أنا وأخوتي، كما كان بالمثل أصدقاؤنا يحسدوننا على أبي وأمي !!

  خيم الصمت على أجواء أيامنا جميعا بعد وفاته


أن تفقد أحدهم فذلك يعني وجع مزمن لا علاج له عند الأطباء، ولا عزاء لك إلا في عيادات التعايش مع الألم، فكل كلمات العزاء لا تجدي، بعضها فقط يظل عالقا في الذهن كمسكن لحظي للألم يقل تأثيره سريعا ليقينك بأبدية الألم.
ان يطفئ عيناك الحزن، ويفطر قلبكأن يتشح قلبك بالحداد وتجف منابع الفرحة بداخلههذا هو القدر اذا!ما اصعبه 


فقط تعزيني كلمات أبي عن حتمية الموت


قبل ذلك ومنذ وفاة أمي وأنا ناقمة على الموت وخائفة منه وأخشى سيرته أو الحديث عنهلكنه رحمه الله –ربما كان مدركا لذلك- كان يؤكد لي في كل مرة يلمح فيها هلعي عليه من فكرة الموت فيرد علي بعينين ثاقبتين وبصوت حازم، انه شيء لابد منه وأنه شيء حتما سيحدث ان عاجلا أو آجلا، سيحدث !!

لم يعد لكثير من الأشياء أي معنى


أجول كثيرا حول نفسي بلا هدف،، لا أدري ماذا أريدحتى تعلق عيناي بالهاتفأشتاق إلى سماع صوته والحديث إليه


وأسمعه يخبرني كثيرا بأنه يعلم أنني "أقوى  وأجمل" !


فأعود إلى نفسي لأخبرها بأن الله "لا يكلف نفسا إلا وسعها"
 ! !
لا يكلف نفسا إلا وسعها 

x

Saturday, November 15, 2014

2014

كان عاما غريبا

وصل بنا إلى ذروة الفرحة وإلى ذروة التعاسة

أعطانا بقدر ما أخذ منا

وأبى أن يرحل إلا بعد أن يحفر نفسه في أخاديد ذكرياتنا ويملأها حزنا وهما

حصل أخي على عقد عمل بالخارج
أخيرا سيستطيع كشاب مصري في مقتبل حياته تكوين نفسه
والاقدام على خطبة الفتاة التي يحبها

تزوجت في هذا العام 
وكان يوم فرحي يوما شديد الروعة بكل المقاييس
كان يعمنا جميعا فرح غامر.. يجمعنا.. ويربت علينا ويمنحنا حضنا حنونا وسعيدا افتقدناه طويلا

ناقشت أختي الدكتوراه في جامعة ليستر
وأخيرا ستعود إلى مصر بعد غياب أربع سنوات
وأخيرا سيتحقق حلم أبي وأمي في أبنتهم الكبرى والتي كانوا يعدونها لتكون قدوة لنا جميعا

إلا أن عام 2014 ابى أن ينتهي عاما سعيدا
فالأحداث السعيدة ننساها سريعا
أما الكوارث والمصائب، فمهما تعايشنا معاها ، لا ننساها أبدا

بدأت صحة أبي في الانهيار

انفصل أخي عن حبيبته

تعثر أخي الأصغر في دراسته

انتقل إبي إلى رحمة الله

شكرا عام 2014
لن ننساك ابدا !