Wednesday, February 13, 2013

على مشارف الثلاثين


عامٌ وبضعة أيام وأكمل عامي الثلاثون
لا يعني كثيرا عامي الحالي بقدر ما انتظر العام القادم
كل الاشياء البينية لا تبقى .. فقط الفواصل هي ذات الأثر الأبقى 

اتذكر الان  كيف كنت أتوق إلى أن يصبح عندي عشرون عاما، كنت أتخيل أن العالم حينها سيصبح بين يدي. 
"سأكون شيئا مختلفا، سأدرك اشياء أكثر  من حولي، العالم نفسه سيتغير بحول عامي العشرين !"

لكني لا أخفيكم سرا إن قلت: أن شيئا من هذا لم يحدث :\ 

حينما أكملت عامي العشرين لم أجد لذلك أي معنى، لم تختلف حياتي ماقبل العشرين عما بعدها
ربما كان عامي ال25 أكثر أهمية
الرقم نفسه أحببته

الآن أنتظر ببالغ الصبر أن أكمل عامي الثلاثون
حينها سأنظر ورائي قائلة: "يااااه كانت أيام"

حقيقة اصبحت الآن أكثر نضجا، أكثر إحساسا بالمسئولية، أكثر فهما لقيمة الحياة
لم أصل بعد لاجابات كل الاسئلة التي تشغلني، لم أجد بعد كثيرا من الأشياء التي أبحث عنها

لا زلت لا أستطيع أن أضع تعريفا دقيقا لشخصي، لا أستطيع أن أصفني 
أتوقف كثيرا عند سؤال: قدم تعريفا لنفسك.. وأجد اجاباتاتي النمطية لا تعني شيئا
لكنني أيقنت أن وصولي لهذا السؤال وقناعتي  بمدى سخافة الردود التقليدية التي أقدمها- في حد ذاتها انجاز.
ليست دائما الفائدة في الرحلة، انما قد تكون الفائدة في أن تصل إلى قرار بأن تبدأ الرحلة
رحلة البحث عن "الذات" ليصبح سؤال: "من أنت؟" سؤال ذو قيمة حقيقية، وتصبح اجابتك أكثر قيمة

توصلت إلى قناعة مفادها أن العمر ليس ناتج حساب الفرق بين السنة الميلادية الحالية وسنة ميلادك
فعمرك أكبر أو أصغر حسبما في جعبتك من خبرة ومعرفة وتجربة بالحياة

أنتظر الآن بفارغ الصبر رقم(30) لأشعر بالفعل بأن شيئا ما قد حدث : الزمن قد تحرك، عالمي قد تغير ، وأن عمري بالفعل قد زاد بضع سنوات.

هي بداية جديدة بلا شك.. انتظرتها كثيرا ولم يبقى عليها الكثير.