Monday, January 7, 2013

كيف لا أحب المطر؟!


"استبد القلق بالأم، فاتصلت بالمدرسة فأخبروها أن ابنتها قد غادرت المدرسة رغم اشتداد العاصفة والأمطار!
ولما لم تصل، نفذ صبر الأم، فارتدت معطفها وخرجت تبحث عن ابنتها التي توقعت أن تكون قد توقفت أمام أحد المنازل تبكي، وقد عجزت عن الوصول من شدة العاصفة والأمطار!!
مضت الأم تتفقد الطريق حتى رأت ابنتها تسير ببطء نحو المنزل ولكنها مع كل ومضة برق كانت تتوقف وتنظر إلى السماء وتبتسم، وعندما ألقت بنفسها بين ذراعي الأم الملهوفة، قالت الابنة في سعادة ، والعاصفة على أشدها والبرق والرعد لا يهدآن، ألا ترين هذا الوميض من النور يا أماه، ان الرب يأخذ لي صورة، لذلك أبتسم حتى تظهر الصورة حلوة!!" منقول عن قصة لـ باولو كويلهو

كنت أكره أن يتسخ حذائي بماء السماء المختلط بتراب الأض في بلدتنا الصغيرة، حيث لا أحد يهتم بازالة الطين المتراكم على جانبي شريط الأسفلت الذي تتكفل اطارات العربات بتنظيفه من آثار الأمطار.
لم أكن ألحظ بريق أوراق الأشجار تحت رخات المطر، لم أكن أعطي لأنفي فرصة كي تستعذب رائحة التراب المختلط بأول أمطار الشتاء من كل عام، في ذلك الوقت كنت أجري إلى وجهتي متعمدة التجهم في وجه الجميع حتى الأرض التي كنت أسدد نظري إليها دوما! كنت شديدة العداء مع العالم، ومع الناس !
لا أدري كيف ولا متى اتخذت قرار التخلي عن التجهم والبدء في الابتسام! كل ما أذكره أن ضوء الشمس عرف حينها طريقه إلى عينيَ، وأن الدنيا صارت أرحب وأوسع، وصار المطر خيرا وفيرا، استجابة السماء لنداء العصافير ولتسبيحة أخيرة من أوراق الأشجار المتساقطة في الخريف..
استعذبت رائحة المطر ، أدركت حكمتها في غسيل كل هموم الكون.. كي تعود اليه براءته الأولى..
منذ ذلك الحين صرت أبتسم كلما أمطرت السماء، اعتبرتها رسالة الرب لي كي "لا أحزن" كي "يغسل همومي" كي "يربت على كتفي" فالخير قادم، فكيف لا أحب المطر؟! 

No comments: