Sunday, January 27, 2013

عامان في انتظار "الثورة"

A l'assaut du Maspiro


أن تقتل برصاص يشترى من أموالك.. اذا أنت في "ثورة"
ما أشبه الليلة بالبارحة.. متظاهرون يخنقهم ظلام الواقع وكآبة المستقبل .. وحكومة فاشلة حتى في مواراة لهفتها لسرقة آمال وطموحات شعب لم يختارها.. ورئيس أصبح رئيسا بالصدفة. زاهد في الرئاسة.. لم يكن يريدها لولا الحاح القدر..
آمال وطموحات لا حدود لها نزهقها مع كل صرخة من صرخاتنا الطامحة في "اسقاط النظام" وياله من نظام طويل العمر لا تفلح معه ضعف صرخاتنا المرهقة من الصراع على رغيف العيش ولا يفلح معه طول ساقينا المرهقتين من طول طابور الغاز، ولا نفوسنا المشتاقة إلى حرية لم تأتي أبدا..
يملؤنا الشعور بالذنب تجاه أوطاننا ، بقدر ما أحببناها.. بقدر ما أسأنا إليها. 
رفاق الامس اصبحوا اعداء اليوم.. يملؤهم كراهية لاحلامنا لا حدود لها.. يسعون لخنقها بداخلنا دون رمشة جفن..
لا تساوي دماءنا لديهم أكثر من ثمن علبة سجائر محلية تباع على الرصيف، يحرقون بها آمالنا في النجاة ..
البعض تظل أسماءهم لامعة في سماء الفضائيات وعلى صفحات الصحف.. والغالبية يطويهم النسيان.. لا يبقى منهم سوى غصة في قلوب أحبائهم من الأحياء.. لا يبقى من ذكراهم سوى تلك المرارة العالقة بالظلم في سقوف حلوقنا ، نحن قليلوا الحيلة، معدومي القدرة.
أن تموت في هذا الوطن.. لا يعني أن تصبح شهيدا، لست في طريقك إلى الجنة.. فلديهم مفاتيح الحياة والموت.. لديهم مفاتيح الجنة والنار..
أما أنت .. فلا شيء
نعم.. لا شيء..
في خضم تاريخ الوطن تصبح دماؤك مجردة من القيمة لأنها وحدها لن تخط خطا جديدا في مسار الوطن.. فقط دماؤنا جميعا يمكن أن تسطر شيئا ما في تاريخ هذا الوطن..
ربما في يوم ما نحتفل بـ "حدوث الثورة"
بقاع كثيرة مثخنة بدماء الشهداء ولا تجد لها نصيبا سوى في كتب التاريخ، وفي ذكريات الموتى، في رائحة الحروب..
تظل هذه الأجزاء جرحى، ككل بيوتها المثقلة بخسائر الحروب، في كل بيت صورة لملحمة على حائط طواها الواقع نسيانا واهمالا وإساءة.. 
بعيدة عن أضواء العواصم.. عن شهرتها.. عن ثرائها ورفاهيتها،
ورغم ذلك تظل وفية للوطن.
تظل ماثلة في أغنياتنا، وفقط..

عامان على بدء الثورة

أصبح الفقير أكثر فقراٌ.. الغني أكثر فُحشا 
أصبح الخائن حاكما .. والحَكَم مُدانا


عامان على بدء الثورة
والحصيلة بالسالب من تعداد الوطن..

No comments: